خطبه[1]
ومن خطبة له عليه السلام
يذكر فيها ابتداءَ خلق السماءِ والاََرض، وخلق آدم عليه الصلاة والسلام
[وفيها ذكر الحج] [وتحتوي على حمد الله، وخلق العالم، وخلق الملائكة، واختيار الاَنبياء، ومبعث النبي، والقرآن، والاَحكام الشرعية:]
الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِقَبِقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَبِالصُّخُورِ مَيَدَانَأَرْضِهِ
أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الاِِْخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الاِِْخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّها غَيْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ،
فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ،وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ،
[وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أشَارَ إِلَيْهِ،] وَمَنْ أشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِيمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ.
كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ، مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لاَ بِمُقَارَنَةٍ، وَغَيْرُ كُلِّ شيءٍ لا بِمُزَايَلَةٍ فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالاَْلةِ، بَصِيرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بهِ وَلاَ يَسْتوْحِشُ لِفَقْدِهِ. [خلق العالم] أَنْشَأَ الخَلْقَ إنْشَاءً، وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً، بِلاَ رَوِيَّةٍ أَجَالَهَا وَلاَ تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا، وَلاَ حَرَكَةٍ أَحْدَثَهَا، وَلاَ هَمَامَةِ نَفْسٍاظْطَرَبَ فِيهَا. أَحَالَ الاَْشياءَ لاََِوْقَاتِهَا، وَلاَََمَبَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ غَرائِزَهَا وَأَلزَمَهَا أشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِيطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرَائِنِهاوَأَحْنَائِهَا
ثُمَّ أَنْشَأَ ـ سُبْحَانَهُ ـ فَتْقَ الاََْجْوَاءِ، وَشَقَّ الاََْرْجَاءِ، وَسَكَائِكَالَهوَاءِ، فأَجازَ فِيهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَيَّارُهُ مُتَراكِماً زَخَّارُهُ حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ الْعَاصِفَةِ، وَالزَّعْزَعِالْقَاصِفَةِ، فَأَمَرَها بِرَدِّهِ، وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ، وَقَرنَهَا إِلَى حَدِّهِ، الهَوَاءُ مِنْ تَحْتِها فَتِيقٌ وَالمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِيقٌ ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِيحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا وَأَدَامَ مُرَبَّهَا وَأَعْصَفَ مَجْرَاها، وَأَبْعَدَ مَنْشَاهَا، فَأَمَرَها بِتَصْفِيقِ المَاءِالزَّخَّارِ، وَإِثَارَةِ مَوْجِ البِحَارِ،
فَمَخَضَتْهُباً مَخْضَ السِّقَاءِ، وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالفَضَاءِ، تَرُدُّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ، وَسَاجِيَهُعَلَى مَائِرِهِ حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُكَامُهُ فَرَفَعَهُ فِي هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ، وَجَوٍّ مُنْفَهِقٍ فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَموَاتٍ، جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَكْفُوفاً وَعُلْيَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْكاً مَرْفُوعاً، بِغَيْر عَمَدٍ يَدْعَمُهَا، وَلا دِسَارٍيَنْظِمُها. ثُمَّ زَيَّنَهَا بِزينَةِ الكَوَاكِبِ، وَضِياءِ الثَّوَاقِبِ وَأَجْرَى فِيها سِرَاجاً مُسْتَطِيراًاً، وَقَمَراً مُنِيراً: في فَلَكٍ دَائِرٍ، وَسَقْفٍ سَائِرٍ، وَرَقِيمٍمَائِرٍ. [خلق الملائكة]
ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ السَّمواتِ العُلاَ، فَمَلاَََهُنَّ أَطْواراً مِنْ مَلائِكَتِهِ: مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَيَرْكَعُونَ، وَرُكُوعٌ لاَ يَنْتَصِبُونَ، وَصَافُّونَلاَ يَتَزَايَلُونَ وَمُسَبِّحُونَ لاَ يَسْأَمُونَ، لاَ يَغْشَاهُمْ نَوْمُ العُيُونِ، وَلاَ سَهْوُ العُقُولِ، وَلاَ فَتْرَةُ الاََبْدَانِ، ولاَ غَفْلَةُ النِّسْيَانِ. وَمِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ، وأَلسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ، وَمُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَأَمْرهِ. وَمِنْهُمُ الحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ، وَالسَّدَنَةُلاََِبْوَابِ جِنَانِهِ. وَمِنْهُمُ الثَّابِتَةُ في الاََْرَضِينَ السُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ، وَالمَارِقَةُ مِنَ السَّماءِ العُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ، والخَارجَةُ مِنَ الاََْقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ، وَالمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ العَرْشِ أَكْتَافُهُمْ، نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصارُهُمْ، مُتَلَفِّعُونَتَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ، مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مِنْ دُونَهُمْ حُجُبُ العِزَّةِ، وَأسْتَارُ القُدْرَةِ، لاَ يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بالتَّصْوِيرِ، وَلاَ يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ المَصْنُوعِينَ، وَلاَ يَحُدُّونَهُ بِالاََْماكِنِ، وَلاَ يُشِيرُونَ إِلَيْهِبِالنَّظَائِرِ.
منها: في صفة خلق آدم عليه السلام
ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِالاََْرْضِ وَسَهْلِهَا، وَعَذْبِهَا وَسَبَخِهَا تُرْبَةً سَنَّهَا بالمَاءِحَتَّى خَلَصَتْ، وَلاَطَهَابِالبَلَّةِحَتَّى لَزَبَتْ فَجَبَلَ مِنْها صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍوَوُصُولٍ، وَأَعْضَاءٍ وَفُصُولٍ: أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ، وَأَصْلَدَهَاحَتَّى صَلْصَلَتْ لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ، وَأجَلٍ مَعْلُومٍ
ثُمَّ نَفَخَ فِيها مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْإِنْساناً ذَا أَذْهَانٍ يُجيلُهَا، وَفِكَرٍ يَتَصَرَّفُ بِهَا، وَجَوَارِحَ يَخْتَدِمُهَا وَأَدَوَاتٍ يُقَلِّبُهَا، وَمَعْرِفَةٍ يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، والاََذْوَاقِ والَمشَامِّ، وَالاََْلوَانِ وَالاََْجْنَاس، مَعْجُوناً بطِينَةِ الاََْلوَانِ الُمخْتَلِفَةِ، وَالاََشْبَاهِ المُؤْتَلِفَةِ، وَالاََْضْدَادِ المُتَعَادِيَةِ، والاََْخْلاطِ المُتَبَايِنَةِ، مِنَ الحَرِّ والبَرْدِ، وَالبَلَّةِ وَالْجُمُودِ، وَالْمَساءَةِ وَالسُّرُورِ، وَاسْتَأْدَى اللهُ سُبْحَانَهُ المَلائكَةَ وَدِيعَتَهُ لَدَيْهِمْ، وَعَهْدَ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهمْ، في الاِِْذْعَانِ بالسُّجُودِ لَهُ، وَالخُنُوعِ لِتَكْرِمَتِهِ،
فَقَالَ عزَّمِن قائِلٍ: وَقَبِيلَهُ، اعْتَرَتْهُمُ الحَمِيَّةُ، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِمُ الشِّقْوَةُ، وَتَعَزَّزُوا بِخِلْقَةِ النَّارِ، وَاسْتَوْهَنُوا خَلْقَ الصَّلْصَالِ، فَأَعْطَاهُ اللهُ تَعالَى النَّظِرَةَ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ، وَاسْتِتْماماً لِلْبَلِيَّةِ، وَإِنْجَازاً لِلْعِدَةِ، فَقَالَ: . ثُمَّ أَسْكَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَاراً أرْغَدَ فِيهَاعَيْشَهُ، وَآمَنَ فِيهَا مَحَلَّتَهُ، وَحَذَّرَهُ إِبْلِيسَ وَعَدَاوَتَهُ، فَاغْتَرَّهُعَدُوُّهُ نَفَاسَةً عَلَيْهِ بِدَارِ الْمُقَامِ، وَمُرَافَقَةِ الاََْبْرَارِ، فَبَاعَ الْيَقِينَ بِشَكِّهِ، وَالعَزِيمَةَ بِوَهْنِهِ، وَاسْتَبْدَلَ بِالْجَذَلِوَجَلاً وَبِالاِْغْتِرَارِنَدَماً. ثُمَّ بَسَطَ اللهُ سُبْحَانَهُ لَهُ في تَوْبَتِهِ، وَلَقَّاهُ كَلِمَةَ رَحْمَتِهِ، وَوَعَدَهُ المَرَدَّ إِلَى جَنَّتِهِ، فَأَهْبَطَهُ إِلَى دَارِ الَبَلِيَّةِ، وَتَنَاسُلِ الذُّرِّيَّةِ. [اختيار الاَنبياء]
وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ، فَجَهِلُوا حَقَّهُ، واتَّخَذُوا الاََْنْدَادَمَعَهُ، وَاجْتَالَتْهُمُالشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرفَتِهِ، وَاقتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ، فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِمْ أَنْبِياءَهُ، لِيَسْتَأْدُوهُمْمِيثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُمْ مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ، وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بَالتَّبْلِيغِ، وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَةِ:
مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ، وَمِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، وَمَعَايِشَ تُحْيِيهِمْ، وَآجَالٍ تُفْنِيهمْ، وَأَوْصَابٍتُهْرِمُهُمْ، وَأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخْلِ اللهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ، أَوْ حُجَّةٍ لاَزِمَةٍ، أَوْ مَحَجَّةٍقَائِمَةٍ، رُسُلٌ لا تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ، وَلاَ كَثْرَةُ المُكَذِّبِينَ لَهُمْ: مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ، أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ.
عَلَى ذْلِكَ نَسَلَتِالقُرُونُ، وَمَضَتِ الدُّهُورُ، وَسَلَفَتِ الاَْباءُ، وَخَلَفَتِالاََْبْنَاءُ. [مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ] إِلَى أَنْ بَعَثَ اللهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله لاِِِنْجَازِ عِدَتِهِوَتَمامِ نُبُوَّتِهِ، مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ، مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلادُهُ. وَأهْلُ الاََْرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وَأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ، وَطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ، بَيْنَ مُشَبِّهٍ للهِِ بِخَلْقِهِ، أَوْ مُلْحِدٍفي اسْمِهِ، أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرهِ، فَهَدَاهُمْ بهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَأَنْقَذَهُمْ بمَكانِهِ مِنَ الجَهَالَةِ.
ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لُِمحَمَّدٍصلىاللهعليه لِقَاءَهُ، وَرَضِيَلَهُ مَا عِنْدَهُ، فَأَكْرَمَهُ عَنْ دَارِالدُّنْيَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَارَنَةِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُإِلَيْهِ كَرِيماً، وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الاََْنْبيَاءُ في أُمَمِها، إذْ لَم يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْر طَريقٍ واضِحٍ، ولاَعَلَمٍضچ قَائِمٍ. [القرآن والاَحكام الشرعية] كِتَابَ رَبِّكُمْ [فِيكُمْ:] مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ
مُفَسِّراً جُمَلَهُ، وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ. بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ في جَهْلِهِ وَبَيْنَ مُثْبَتٍ في الكِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُومٍ في السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجبٍ في السُّنَّةِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ في الكِتابِ تَرْكُهُ، وَبَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ، وَزَائِلٍ في مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ كَبيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ
غُفْرَانَهُ، وَبَيْنَ مَقْبُولٍ في أَدْنَاهُ، ومُوَسَّعٍ في أَقْصَاهُ.
و[منها:] في ذكر الحج
وَفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الحَرَامِ، الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلاََْنَامِ، يَرِدُونَهُ وُرُودَ الاََنْعَامِ، وَيأْلَهُونَ إِلَيْهِوُلُوهَ الحَمَامِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً لِتَوَاضُعِهمْ لِعَظَمَتِهِ، وَإِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ، وَاخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ، وَصَدَّقُوا كَلِمَتِهُ، وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ، وَتَشَبَّهُوا بمَلاَئِكَتِهِ المُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ، يُحْرِزُونَ الاَْرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ، وَيَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ لِلاِِسْلامِ عَلَماً، وَلِلْعَائِذِينَ حَرَماً، فَرَضَ حَجَّهُ، وَأَوْجَبَ حَقَّهُ، وَكَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ فَقَا
1
از سخنان امام(ع)در مورد آفرينش آسمان و زمين و آدم كه در آن ذكر حج نيزآمده است.
«در اين خطبه از ستايش خداوند،آفرينش جهان،فرشتگان،و گزينش انبياء،بعثتپيامبر(ص) و از قرآن و احكام شرع سخن به ميان آمده است».
هرگز كنه ذاتش درك نشود:
ستايش مخصوص خداوندى است كه ستايشگران از مدحش عاجزند[1]و حسابگرانزبردست نعمتهايش را احصاء نتوانند كرد،و كوشش كنندگان هر چند خويش را خستهكنند حقش را ادا نتوانند نمود،هم او است كه افكار بلند ژرف انديش،كنه ذاتش رادرك نكنند[2].و غواصان درياى علوم و دانشها،دستشان را از پى بردن به كمال هستيشكوتاه گردد،يعنى آنكس كه براى صفاتش حدى نيست و اوصاف كمالش را توصيفنتوان كرد،و براى ذاتش وقتى معين،و سرآمدى مشخص نتوان تعيين نمود،مخلوقاترا با قدرتش آفريد،بادها را با رحمتش به حركت آورد،و اضطراب و لرزش زمينرا به وسيله كوهها،آرامش بخشيد.[3]و[4]
نخستشناسائى خدا:
سرآغاز دين معرفت او است،[5]و كمال معرفتش تصديق ذات او،و كمال تصديقذاتش توحيد و شهادت بر يگانگى او است،و كمال توحيد و شهادت بر يگانگيش اخلاصاست،و كمال اخلاصش آن است كه وى را از صفات ممكنات پيراسته دارند،چه اينكههر صفتى گواهى مىدهد كه غير از صفت موصوف است و هر موصوفى شهادت مىدهد كهغير از صفت است، آنكس كه خداى را(به صفات ممكنات)توصيف كند وى را به چيزىمقرون دانسته،و آن كس كه وى را مقرون به چيزى قرار دهد،تعدد در ذات او قائل شده،و هر كس تعدد در ذات او قائل شود،اجزائى براى او تصور كرده،و هر كس اجزائى براىاو قائل شود وى را نشناخته است. و كسى كه او را نشناسد،[6]به سوى او اشاره مىكند،و هر كس به سويش اشاره كند،برايش حدى تعيين كرده،و آن كه او را محدود بداند،وى را به شمارش آورده،و آن كسكه بگويد خدا در كجا است؟وى را در ضمن چيزى تصور كرده،و هر كس بپرسد بر روىچه قرار دارد؟جائى را از او خالى دانسته،همواره بوده است و از چيزى به وجود نيامده،و وجودى است كه سابقه عدم براى او نيست،با همه چيز هست اما نه اينكه قرين آن باشد،[7]و مغاير با همه چيز است، اما نه اينكه از آن بيگانه و جدا باشد،انجام دهنده است،اما نه به آن معنى كه حركات و ابزارى داشته باشد،بينا استحتى در آن زمانى كه موجودقابل رؤيتى وجود نداشت،تنها است زيرا كسى وجود نداشته تا به او انس گيرد،و از فقدانشترسان و ناراحتشود.
آفرينش جهان:
خلق را ايجاد نمود و بدون نياز به انديشه،و فكر و استفاده از تجربه،آفرينش راآغاز كرد،و بىآنكه حركتى ايجاد كند و تصميم آميخته با اضطرابى در او راه داشته باشد،جهان را ايجاد نمود،پديد آمدن هر يك از موجودات را بوقت مناسب خود موكول ساختو در ميان موجودات،با طبايع متضاد هماهنگى برقرار نمود،[8]و در هر كدام،طبيعتو غريزه مخصوص به خودشان آفريد،و آن غرائز را ملازم و همراه آنها گردانيد،او پيشاز آنكه آنها را بيافريند،از تمام جزئيات و جوانب آنها آگاه بود،و به حدود و پايان آنهااحاطه داشت،و به اسرار درون و برون آنها آشنا بود.پس از آن خداوند طبقات جو را ازهم گشود،[9]و اطراف آن را باز كرد و فضاهاى خالى ايجاد نمود،و در آن آبى كهامواج متلاطم آن روى هم مىغلطيد،جارى ساخت، و آن را بر پشتبادى شديد،و طوفانىكوبنده حمل نمود،پس از آن باد را به باز گرداندن آن فرمان داد،و بر نگهداريش آن رامسلط ساخت،و به حدى كه بايد،مقرون نمود،فضاى خالى در زير آن گشوده و آب دربالاى آن در حركتبود،سپس خداوند طوفانى برانگيخت كه جز متلاطم ساختن آن آب كارديگرى نداشت،و بطور مداوم امواج آب را در هم مىكوبيد، طوفان بشدت مىوزيد،و از نقطهاى دور سرچشمه مىگرفتبعد از آن به آن فرمان داد تا آبهاى متراكم و امواج عظيم آب رابر هم زند،و امواج اين درياها را به هر سو بفرستد،پس آن را همانند مشكى به هم زد.و با همان شدت كه در فضا مىوزيد بر امواج آب نيز حملهور شد،از اولش برمىداشت وبه آخرش فرو مىريخت،و قسمتهاى ساكن آب را به امواج متحرك مىپيوست،آبها روىهم انباشته شدند،و همچون قله كوه بالا آمدند،و امواج روى آب كفهائى بيرون فرستادو آن را در هواى باز و جوى وسيع بالا برد،و از آن هفت آسمان را پديد آورد، آسمانپائين را همچون موج مهار شده،و آسمان برترين را همچون سقفى محفوظ و بلند قرارداد،بدون اينكه نياز به ستونى براى نگهدارى آن باشد،و نه ميخهائى كه آن را به بندد، سپس آسمان پائين را به وسيله كواكب و نور ستارگان درخشان زينتبخشيد و در آنچراغى روشنى بخش و ماهى نور افشان به جريان انداخت،كه در مدارى متحرك و صفحهاىجنبنده بگردند.[10]
آفرينش فرشتگان:
پس آنگاه آسمانهاى بالا را از هم گشود،و مملو از فرشتگان مختلف ساخت،[11]گروهى از آنان هميشه به سجدهاند و ركوع ندارند،و يا به ركوعند و قيام نمى-كنند،و يا در صفوفى كه هرگز از هم پراكنده نمىگردد قرار دارند،و يا همواره تسبيح مىگويندو هرگز خسته نمىشوند، هيچگاه خواب چشمان آنها را نمىپوشاند،و عقول آنها گرفتارنسيان و سهو نمىگردد،بدن آنها به سستى نمىگرايد،و غفلت و نسيان بر آنان عارضنمىشود.و گروهى ديگر امينان وحى او،و زبان او به سوى پيامبرانند،و پيوسته براىرساندن حكم و فرمانش در رفت و آمدند.
و جمعى ديگر حافظان بندگان اويند و دربانان بهشت او،بعضى از آنها پايشان درطبقات پائين زمين ثابت،و گردنهاشان از آسمان بالا گذشته،و اركان وجودشان ازاقطار جهان بيرون رفته و كتفهاى آنها براى حفظ پايههاى عرض خدا آماده است،و در برابرعرش او،سر را پائين افكندهاند و در زير آن بالها را به خود پيچيدهاند،در ميان آنها با كسانىكه در مراتب پائينتر قرار دارند حجاب عزت و پردههاى قدرت فاصله انداخته،هرگزپروردگار خود را با نيروى وهم تصوير نكنند،و صفات مخلوقان را براى او قائل نشوند،هرگز وى را در مكانى محدود نمىسازند،و با چشم به او اشاره نمىكنند!. آفرينش آدم:
سپس خداوند مقدارى خاك از قسمتهاى سخت و نرم زمين،و خاكهاى مستعد،شيرينو شوره زار آن گرد آورد و آب بر آن افزود تا گلى خالص و آماده شد،و با رطوبت آن رابهم آميخت تا به صورت موجودى چسبناك درآمد[12]،و از آن صورتى داراى اعضاء و جوارحپيوستگيها،و گسستگيها آفريد،آن را جامد كرد تا محكم شود و صاف و محكم و خشك ساختتا وقتى معلوم و سرانجامى معين.و آنگاه از روح خود در او دميد،پس به صورت انسانىداراى نيروى عقل كه وى را به تكاپو مىاندازد در آمد،و داراى افكارى كه به وسيله آن درموجودات تصرف نمايد.به او جوارحى بخشيد كه به خدمتش پردازد و ابزارى عنايت كرد كهوى را به حركت آورد،نيروى انديشه،به او بخشيد كه حق را از باطل بشناسد،و همچنينذائقه،شامه و وسيله تشخيص رنگها و اجناس مختلف در اختيار او قرار داد،او را معجونى ازرنگهاى گوناگون و مواد موافق و نيروهاى متضاد و اخلاط مختلف:حرارت،برودت،رطوبت،و يبوست و ناراحتى و شادمانى ساخت.سپس خداوند از فرشتگان خواست كه وديعهالهى و عمل به پيمانى را كه با او داشتند،در مورد سجود در برابر آدم و خضوع به عنوانبزرگداشت او،اداء نمايند آنجا كه فرموده است:
«براى آدم سجده كنيد!پس آنها همه سجده كردند،مگر ابليس!»(بقره-34.)
[13]و همدستانش كه كبر و نخوت آنان را فرا گرفت،و شقاوت و بدبختى بر آنان غلبهنمود،به آفرينش خود از آتش افتخار نمودند،و به خلقت آدم از گل و خاك توهين كردند،پس خداوند براى اينكه آزمايشش كامل شود،و وعدهاى كه به وى داده منجز گردد،به او مهلتعطا كرد و فرمود:«تا روز معلوم مهلت داده شدى»(حجر-38 .
آدم در بهشت:سپس خداوند آدم را در خانهاى سكنى بخشيد كه زندگيش را در آنگوارا و پر بركت قرار داد،[14]جايگاه او را امن و امان كرد،و او را از ابليس و عداوت وىبر حذر داشت،اما دشمن بالاخره او را فريب داد به خاطر اينكه بر او حسادت مىورزيد و ازاينكه او در سراى پايدار،و همنشين نيكان است ناراحتبود،آدم يقين خود را به شك و وسوسهاو فروخت،و تصميم راسخ را با گفته سست او مبادله كرد،و به خاطر همين موضوع،شادى خودرا مبدل به ترس و وحشتساخت،و فريب برايش پشيمانى به بار آورد.پس از آن خداونددامنه توبه را برايش گسترد،كلمات رحمتش را به او القاء نمود،بازگشتبه بهشت را به وى وعدهداد،و او را به سراى آزمايش و جايگاه توالد و تناسل فرو فرستاد.
رسالت پيامبران براى استخراج گنجهاى عقول:
از ميان فرزندان او پيامبرانى برگزيد،و پيمان وحى را از آنان گرفت،و از آنها خواستكه امانت رسالتش را به مردم برسانند در زمانى كه اكثر مردم پيمان خدا را تبديل كرده بودند و حقاو را نمىشناختند.و همتا و شريكانى براى او قرار داده بودند،و شياطين آنها را از معرفتخدا باز داشته،و از عبادت و اطاعتش آنها را جدا نموده بودند،پيامبرانش در ميان آنها مبعوثساخت، و پى در پى رسولان خود را به سوى آنان فرستاد،تا پيمان فطرت را از آنان مطالبهنمايند[15]و نعمتهاى فراموش شده را به ياد آنها آورند و با ابلاغ دستورات خدا حجترا بر آنها تمام كنند، گنجهاى پنهانى عقلها را آشكار سازند،و آيات قدرت خداى را به آناننشان دهند:آن سقف بلند پايه آسمان كه بر فراز آنها قرار آنها قرار گرفته،و اين گاهواره زمينكه در زير پاى آنها گسترده،و وسائل معيشتى كه آنها را زنده نگهميدارد،و اجلهائى كه آنها رافانى مىسازد،و مشكلات و رنجهائى كه آنها را پير مىكند،و حوادثى كه پى در پى برآنان وارد مىگردد،[همه اينها را به آنها گوشزد كنند).
خداوند هرگز بندگان خود را،از پيامبران مرسل،و كتب آسمانى و يا دليلى قاطعو يا راهى صاف و مستقيم خالى نگذارده،پيامبرانى كه با كمى نفراتشان و فراوانى دشمنانو تكذيب كنندگان،هرگز در انجام وظائف خود كوتاهى نمىكردند،پيامبرانى كه بعضىبشارت به ظهور پيغمبر آينده دادند،و بعضى به خاطر پيامبر پيشين شناخته شده بودند.عصر بعثت محمد(ص):
به همين حال قرنها گذشت،و روزگاران سپرى شد،پدران در گذشتند و فرزندانجانشين آنها گرديدند،تا اينكه خداوند سبحان،براى وفاى به وعده خود،و كاملگردانيدن نبوت،محمد(ص) رسول خويش را مبعوث ساخت كسى كه از همه پيامبرانبراى بشارت به آمدنش پيمان گرفته شده بود،نشانههايش مشهور و ميلادش پسنديده بود،در آن روز(كه او قدم به جهان گذارد)مردم زمين داراى مذاهب پراكنده(16]و خواستههاى ضد و نقيض،و جمعيتهائى متشتتبودند،عدهاى خداى را به مخلوقش تشبيه مىكردند،گروهى ملحد بودند،و جمعى معبودهاى ديگرى غير از خداى يگانه داشتند،اما او آنها رااز گمراهى نجات داد و هدايت نمود، و با موقعيتخود آنان را از جهالت نجات بخشيد.
سپس خداى سبحان لقاى خويش را براى محمد(ص)اختيار كرد و آنچه را نزد خودداشت، براى او پسنديد،او را با انتقال از دنيا گرامى داشت،و از گرفتارى با مشكلاتنجات داد،وى را در نهايت احترام قبض روح كرد و به سوى خويش فرا خواند،او همآنچه را كه انبياى پيشين براى امتخود گذارده بودند،در ميان امتخويش به جاىگذاشت(كتاب خدا و اوصياى خويش را ميان آنان قرار داد)زيرا آنها هرگز امتخودرا مهمل و بىسرپرست رها نساختند و بدون اينكه راهى روشن و دانشى پايدار به آنها بدهنداز ميان آنان بيرون نرفتند.
قرآن و احكام دينى:
هم اكنون كتاب پروردگار شما در ميان شما است،حلال و حرامش آشكار و فريضههاو مستحبات و ناسخ و منسوخ،و مباح و ممنوع،خاص و عام،پندها و مثلها،مطلقها ومحدودها، محكمات و متشابهاتش همه معلوم است،مجملات آن به بركت محكمات وآيات روشن،تفسير شده،نكات پيچيده آن(در پرتو آيات ديگر)واضح است و آنچه راكه پيمان معرفت آن از همه گرفته شده،معلوم است. و نيز آنچه بندگان موظف به آگاهى از آن نيستند(مانند كنه ذات خدا)آشكار است،قسمتى از احكام در كتاب خدا(براى مدتى محدود)الزام شده و ناسخ آن در سنت پيامبرآمده،و بعضى در سنت واجب شده در حاليكه قبلا در كتاب خدا(براى مدت محدودى)ترك آن مجاز بوده،و بعضى در اوقات معينى واجب است و بعضى وجوب آن در آيندهاز بين رفته است،محرمات آن از هم جدا است:يك قسمت،گناهان كبيره است كهكيفرش را آتش قرار داده،و قسمتى صغيره است كه غفرانش را براى آن مهيا ساخته،و برخى انجام كمش مقبول و مراحل بيشترش در وسعت.
حجخانه خدا نشانه عظمت اسلام!
(قسمتى از اين خطبه است كه در مورد حجبيان فرموده):
حجبيت الحرام را بر شما واجب كرده و همان خانهاى كه آن را قبله مردم قرارداده است:كه همچون تشنه كامانى كه به آبگاه مىروند،به سوى آن رو مىآورند،وهمانند كبوتران به آن پناه مىبرند:خداوند آن را مظهر تواضع مردم در برابر عظمتش،وتسليم آنان در مقابل عزتش قرار داده،و از ميان مخلوقش شنوندگانى را برگزيده كه دعوتاو را به سوى اين خانه اجابت كنند،و سخنش را تصديق نمايند،و در مواقف پيامبران قرارگيرند،همچون فرشتگان كه به گرد عرش مىگردند،به گرد آن طواف كنند،و سودهاىفراوان در اين تجارتخانهى عبادت بدست آورند،و به سوى ميعادگاه آمرزشش بشتابند،خداوند متعال اين خانهى خود را پرچمى براى اسلام قرار داد[17]و حرم امنى براىپناهندگان به آن،بجا آوردن حج آن را از فرائض شمرده،و اداى حق آن را واجب كرد،و بر همه شما مقرر داشت كه به زيارت آن برويد و فرمود:«آنكس كه استطاعت رفتن به خانهخدا داشته باشد،حجبر او فرض است،و آن كس كه كفر ورزد خداوند از همه جهانيان بى-نياز است» (16-آل عمران-97 .)
توضيحها:
[1]-اين خطبه را«بحار الانوار»از كتاب«الحكمة و المواعظ»على بنمحمد واسطى،و شيخ ابو منصور احمد بن على بن ابيطالب طبرسى در كتاب«احتجاج»چاپ جديد جلد 1 صفحه 294 و قسمتى از آن را شيخ كمال الدينمحمد بن طلحه شافعى در كتاب«مطالب السؤال»كه از كتب معروف اهل تسنناست،نقل كردهاند.
(مستدرك و مدارك نهج البلاغه صفحه236 نوشته هادى كاشف الغطاءطبع بيروت).
و ما در شرح بسيارى از خطبهها اسناد آنها را از كتب ديگر(غير از نهجالبلاغه)مىآوريم تا روشن گردد تنها«سيد رضى»رحمة الله عليه نيست كه اينخطبهها را نقل كرده است.
[2]لا يبلغ مدحته(ستايشگران از مدحش عاجزند)انسان از نظر نيروىفكرى و جسمى محدود است،بهمين جهت نمىتواند ستايش خداوند را آنچنان كه بايد بگويد،و نه نعمتهاى بىشمارش را بشمارد،و نه بطور كامل اداىوظيفه نمايد.
[3]-لا يدركه بعد الهمم(كنه ذاتش درك نشود)ذات نامحدود خداوندرا با افكار انسانى نمىتوان،درك كرد،و مقصود از جمله الذى ليس لصفته...»
اين است كه خداوند چون وجودى استبىپايان صفات او نيز نامحدود است،و حد و مرزى براى آنها تصور نمىتوان كرد.
[4]و وتد بالصخور(لرزش زمين را آرامش بخشيد)مقصود امام(ع)اين است كه كوهها حركات مضطربانه زمين را كنترل مىكنند،و از نظر علوم طبيعى نيز ثابت است كه كوهها همانند ميخها در دل زمين فرو رفته و باعثپيوستگى قشرهاى مختلف زمين و پيشگيرى از لرزشهاى آن هستند،و اگر كوههااز ريشه پنجه در هم نمىافكندند و همچون زرهى قشر زمين را نگاه نمى-داشتند فشار درونى از يكسو و تاثير جزر و مد ناشى از جاذبه ماه از سوى ديگرآرامش را از ساكنان زمين سلب مىكرد.
[5]اول الدين معرفته،(سر آغاز دين شناسائى او است)ريشه تماممسائل مذهبى به عقائد،باز مىگردد و تمام عقائد،از معرفت و شناسائى خداو صفات او سرچشمه ميگيرد،بنابر اين سرآغاز تمام برنامهها و تعليمات دينىهمان شناسائى او است.
[6]و من جهله....(كسيكه او را نشناسد...)لازمه شناختن واقعىخداوند اين است كه او را در رديف مخلوقات،و موصوف به صفت آنها قرارندهند،و با اشاره حسى به او اشاره نكنند،بديهى است اگر با اشاره حسى بهاو اشاره كنيم مفهومش اين است كه او را محدود و قابل شمارش و عدد شناختهايمو اين با خداشناسى واقعى هرگز سازگار نيست.
[7]مع كل شى:(با همه چيز است)همراه بودن خداوند با موجوداتعالم به معنى مقارنه دو جسم با يكديگر نيست،بلكه همراهى او بمعنى احاطهوجودى و حافظيت و قاهريت اوست.
[8]و لائم بين مختلفاتها.[]:(همآهنگى برقرار كرد)ممكن استيكتفسير اين جمله اين باشد كه جهان ماده را از اتم به وجود آورده،كه داراى قسمتهاى مثبت و منفى است و اين هر دو در عين اينكه در دو قطب متقابل قرار دارندبا هم سازش كرده و ساختمان اتم را به وجود آوردهاند.
[9]ثم انشاء سبحانه فتق الاجواء:(طبقات جو را هم از هم گشود)در اينقسمت امام(ع)به چگونگى آفرينش جهان پرداخته كه در ابتدا فضا و جو و هوارا آفريده،و آبى در آن به وجود آورده،و بادها را فرمان داده است تا آنهارا به شدت به هم بزنند،تا آنجا كه كفهائى روى آب قرار گرفته و آسمانها رابا چنين وضعى به وجود آورده است.
از نظر دانشمندان امروز پيدايش جهان به اين صورت است كه:ابتداتودهاى گاز بوده و سپس با حركت دورانى كه داشته به حلقههاى مختلفى تقسيمشده،و از هم جدا گرديدهاند،و شايد تعبير امام(ع)به آب و كفهاى روىآب،اشاره بهمين مطالب باشد زيرا تودههاى گاز آنچنان فشرده و متكائفبودند،كه شباهتبه مواد مذاب داشتند.از اين مواد آنها كه سبكتر بودند دربالا قرار داشتند و مواد سنگينتر در درون و زير،اين همان چيزى است كه ازآن تعبير به كفهاى روى آب شده است كه پس از جدائى از توده مركزى كراتآسمان را تشكيل دادند.
[10]همانطور كه سابقا نيز اشاره كرديم پيدايش كرات آسمانى از آبنه به معنى پيدايش از همين آبهاى معمولى استبلكه منظور مواد مذابى استكه كرات آسمانى را ساخته است و بنابراين امواجى هم كه به وجود آمدند درهمين مواد مذاب بودند،و منظور از هفت آسمان، هفت جهان بزرگ استكه مجموعه جهانى كه ما در آن زندگى مىكنيم و تمام كراتى كه با چشم ووسائل مختلف ديده مىشود يكى از آنها و پائينترين آنها است،به همين دليلمىفرمايد:«آسمان پائين را به وسيله كواكب و نور ستارگان درخشان زينتبخشيد»و اما اينكه مىفرمايد:«آسمان برترين را همچون سقفى محفوظ وبلند قرار داد بدون اينكه نياز به ستونى داشته باشد»ممكن است اشاره بهقانون جاذبه بوده باشد،كه عوالم بالا را در محل خود نگاه مىدارد،بدون اينكهستونى مرئى در ميان باشد.
[11]فملاهن اطوارا..:(مملو از فرشتگان ساخت)در اينجا امام(ع)به دستههاى مختلف فرشتگان اشاره فرموده است،و شايد بتوان استفاده كرد كه مقصود از بعضى از گروههاى فرشتگان نيروهائىاست كه خداوند در جهان آفرينش قرار داده است همانند اين قسمت:
«منهم الثابتة فى الارضين السفلى اقدامهم...»:«گروهى از آنها درطبقات پائين زمين پاهايشان ثابت است و سرهاى آنها در آسمانها است»كهممكن است اشاره به نيروى جاذبه عمومى باشد و اين منافات با اين حقيقتندارد كه گروهى از فرشتگان موجوداتى عاقل و صاحب درك و شعورند و ياواسطه وحى مىباشند.
[12]در مورد پيدايش آدم در محافل علمى امروز بيشتر روى فرضيهتكامل تكيه مىشود و طرفداران آن معتقدند كه اگر چه از خاك پيدا شده استولى چنان نبوده كه ميان آدم و خاك فاصلهاى نباشد،بلكه با آب آميخته شد وتدريجا تركيباتى به وجود آمد كه شبيه تركيب نخستين سلولهاى موجود زندهبوده سپس نخستين موجود زنده به صورت يك موجود تك سلولى پيدا شد و تدريجاتكامل يافت تا به صورت حيوانات مختلف در آمد و آخرين مرحله تكامل آنهمين نوع انسان است كه مشاهده مىكنيم.
ولى بايد توجه داشت كه اولا فرضيه تكامل جانداران هنوز يك فرضيهو تئورى است و به عنوان يك قانون علمى،اثبات نشده است و تمام قرائنى كه براى اثبات آن ذكر شده از حدود قرائن ظنى تجاوز نمىكند(توضيح بيشتر در اينزمينه را در كتاب آخرين فرضيههاى تكامل دادهايم)ثانيا عباراتى كه در اين خطبهدرباره پيدايش آدم مىخوانيد همين اندازه مىگويد: كه آدم از خاك و آببه وجود آمد اما آيا در ميان آدم و خاك هيچ مرحله ديگرى نبود يا پس از طىمراحلى به اينجا رسيد،عبارت بالا از آن ساكت است،بنابراين فرضيه تكاملبه فرض كه بطور قطع اثبات شود تضادى با آن نخواهد داشت.
[13]سجده فرشتگان براى آدم يا براى خدا؟
شكى نيست كه سجده به معنى پرستش،مخصوص خدا است و غير از خداهيچ كس شايسته پرستش نيستبنابراين ترديدى نخواهد بود كه فرشتگان براىآدم سجده پرستش نكردند، بلكه يا سجده براى خدا بخاطر آفرينش چنينموجود ارزندهاى كردند و يا اينكه براى آدم،به معنى خضوع در مقابل وى بودهاست نه پرستش.
[14]ثم اسكن سبحانه آدم...(آدم را در بهشت جاى داد)در مورد اينكه بهشتى كه آدم در آن بوده كدام است؟گر چه عدهاى آنرا بهشتبرين كه وعدهگاه همه بندگان پاك و نيك است مىدانند،ولى ظاهرامقصود از آن يكى از باغهاى پر نعمت و مصفا و روحافزا در يكى از مناطق خوشآب و هواى روى زمين مىباشد،چنانكه در بحار جلد 11 از قول امام صادق(ع)اين مطلب نقل شده است(براى توضيح بيشتر به تفسير نمونه جلد اول صفحه135 مراجعه فرمائيد).
[15]ليستادوهم...(تا وفا به پيمان فطرت را از آنها مطالبه كنند) در اين قسمت امام(ع)به اين مطلب مىپردازد،كه خداوند گروه خاصىرا از ميان انسانها برگزيده تا براى رهبرى و هدايت مردم به پا خيزند و دستوراتالهى را به آنها برسانند و پيمان فطرت را كه خداوند از انسانها در مورد شناسائىخود گرفته از آنان مطالبه كنند و افكار و عقلهاى نهفته و مغلوب هوا و هوسهاىآنان را،بار ديگر به كار وا دارند،روشن است كه اين پيمان يك پيمان لفظىنبوده بلكه پيمانى بوده كه با زبان آفرينش و خلقت از انسانها گرفته شده است.
[16]و اهل الارض يومئذ ملل متفرقه:(مردم زمين در آنروز داراىمذهبهاى پراكنده بودند) اين قسمت اشاره به معتقدات مختلف مردم عصر جاهليت است كه به عنواننمونه گوشهاى از عقايد عرب را در ذيل خوانيد:
«آنها اصناف مختلفى بودند،گروهى رستاخيز و آفريدگار را انكارمىكردند،مىگفتند:«غير از اين زندگى دنيا چيزى نيست،مىميريم و زندهمىشويم،و طبيعت ما را هلاك مىسازد».
و گروهى به آفريدگار معتقد بودند اما رستاخيز را انكار مىكردندو دسته ديگر به آفريدگار و نوعى زندگى پس از مرگ اعتقاد داشتند ولىرسالت و نبوت را منكر بودند،بت مىپرستيدند و آنها را شافعان خويش نزدخدا مىدانستند،براى بتها حج مىكردند و قربانى مىنمودند،و اكثريتاعراب را اين دسته تشكيل ميدادند.
گروهى معتقد به تناسخ ارواح بودند و درباره بتها نيز عقايد عجيب وغريبى داشتند،بعضى آنها را شريك خدا مىدانستند و حتى لفظ«شريك»را همبآنان اطلاق مىنمودند،و بعضى ديگر آنها را وسيله ميان خود و خالقمىشمردند. در ميان عرب عدهاى هم«مجسمه»و«مشبهه»وجود داشتند كه خداى راجسمى مىدانستند كه در آسمانها قرار داشت!
گروهى از اعراب آئين يهود را پذيرفته بودند همچون«پادشاهان يمن»،و عدهاى همچون«بنى تغلب»و نصاراى نجران مسيحيت را برگزيده بودند،وجمعى نيز از صائبان و ستارهپرستان بودند.
اما خدا پرستان و موحدان عرب گروه كمى بودند كه عبد المطلب ابو طالبو عبد الله از آنان مىباشند.
(اقتباس از شرح نهج البلاغه ابن ابى الحديد جلد 1 صفحه117-120)
[17]للاسلام علما...(يعنى خداوند خانه خويش را پرچم و نشانهعظمت اسلام قرار داد) چنانكه ميدانيم تا هنگامى كه پرچم ملتى برافراشته باشد دليل بقاى عظمتو سربلندى او است،و آن دم كه سرنگون گردد نشانه شكست و نابودى او مى-باشد،خانه كعبه براى مسلمانان نيز همين حالت را دارد،لذا امام صادق مى-فرمايد:«لا يزال الدين قائما ما قامت الكعبة»«تا هنگامى كه كعبه پا برجاستاسلام برقرار است».
اهميتخانه كعبه براى مسلمانان به اندازهاى است كه ديگران نيز درككردهاند،چنانكه معروف است«گلادستون»سياستمدار معروف انگليسى درمجلس عوام انگلستان اعلام كرد: «مادامى كه مسلمانان قرآن را مىخوانند و ازآن الهام مىگيرند،و مادامى كه خانه كعبه را طواف مىكنند و در آن اجتماععظيم اسلامى شركت مىجويند،و مادامى كه نام محمد(ص) را هر صبح وشام برفراز ماذنهها مىبرند مسيحيت در خطر است»!و سخن آن دانشمند ديگركه مىگويد:«واى بر مسلمانان اگر معنى حج را ندانند و واى بر دنيا اگر مسلمانان معنى حج را بدانند».دليل ديگرى براى اين موضوع است
ترجمه آیةالله مکارم